الفصل الأول إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب
  وإن كان أحمد قد جاءهم ... بصدق ولم يأتهم بالكذب
  فإنا ومن حج من راكب ... وكعبة مكة ذات الحجب
  تنالون أحمد أو تصطلوا ... ظباة الرماح وحد القضب
  وتغترفوا بين أبياتكم ... صدور العوالي وخيلا شزب
  تراهن من بين ضافي السبيب ... قصير الحزام طويل اللبب
  عليها صناديد من هاشم ... هم الأنجبون مع المنتجب
  وروى عبد الله بن مسعود قال لما فرغ رسول الله ÷ من قتلى بدر وأمر بطرحهم في القليب جعل يتذكر من شعر أبي طالب بيتا فلا يحضره فقال له أبو بكر لعله قوله يا رسول الله:
  وإنا لعمر الله إن جد جدنا ... لتلتبسن أسيافنا بالأماثل
  فسر بظفره بالبيت وقال إي لعمر الله لقد التبست.
  ومن شعر أبي طالب قوله:
  ألا أبلغا عني لؤيا رسالة ... بحق وما تغني رسالة مرسل
  بني عمنا الأدنين فيما يخصهم ... وإخواننا من عبد شمس ونوفل
  أظاهرتم قوما علينا سفاهة ... وأمرا غويا من غواة وجهل
  يقولون لو أنا قتلنا محمدا ... أقرت نواصي هاشم بالتذلل
  كذبتم ورب الهدي تدمى نحوره ... بمكة والبيت العتيق المقبل
  تنالونه أو تصطلوا دون نيله ... صوارم تفري كل عضو ومفصل
  فمهلا ولما تنتج الحرب بكرها ... بخيل تمام أو بآخر معجل