شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب

صفحة 79 - الجزء 14

  أعوذ برب البيت من كل طاعن ... علينا بسوء أو يلوح بباطل

  ومن فاجر يغتابنا بمغيبة ... ومن ملحق في الدين ما لم نحاول

  كذبتم وبيت الله يبزى محمد ... ولما نطاعن دونه ونناضل

  وننصره حتى نصرع دونه ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل

  وحتى نرى ذا الردع يركب ردعه ... من الطعن فعل الأنكب المتحامل

  وينهض قوم في الحديد إليكم ... نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل

  وإنا وبيت الله من جد جدنا ... لتلتبسن أسيافنا بالأماثل

  بكل فتى مثل الشهاب سميدع ... أخي ثقة عند الحفيظة باسل

  وما ترك قوم لا أبا لك سيدا ... يحوط الذمار غير نكس مواكل

  وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل

  يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل

  وميزان صدق لا يخيس شعيرة ... ووزان صدق وزنه غير عائل

  ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب ... لدينا ولا يعبأ بقول الأباطل

  لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد ... وأحببته حب الحبيب المواصل

  وجدت بنفسي دونه فحميته ... ودافعت عنه بالذرى والكواهل

  فلا زال للدنيا جمالا لأهلها ... وشينا لمن عادى وزين المحافل

  وأيده رب العباد بنصره ... وأظهر دينا حقه غير باطل