شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الثالث قصة غزوة بدر

صفحة 86 - الجزء 14

  بن حضير فلما قدم رسول الله ÷ قال أسيد الحمد لله الذي سرك وأظهرك على عدوك والذي بعثك بالحق ما تخلفت عنك رغبة بنفسي عن نفسك ولا ظننت أنك تلاقي عدوا ولا ظننت إلا أنها العير فقال له رسول الله ÷ صدقت.

  قال وخرج رسول الله ÷ حتى انتهى إلى المكان المعروف بالبقع وهي بيوت السقيا وهي متصلة ببيوت المدينة فضرب عسكره هناك وعرض المقاتلة فعرض عبد الله بن عمر وأسامة بن زيد ورافع بن خديج والبراء بن عازب وأسيد بن ظهير وزيد بن أرقم وزيد بن ثابت فردهم ولم يجزهم.

  قال الواقدي فحدثني أبو بكر بن إسماعيل عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه قال رأيت أخي عمير بن أبي وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله ÷ يتوارى فقلت ما لك يا أخي قال إني أخاف أن يراني رسول الله ÷ فيستصغرني فيردني وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة قال فعرض على رسول الله ÷ فاستصغره فقال ارجع فبكى عمير فأجازه.

  قال فكان سعد يقول كنت أعقد له حمائل سيفه من صغره فقتل ببدر وهو ابن ست عشرة سنة.

  قال فلما نزل # بيوت السقيا أمر أصحابه أن يستقوا من بئرهم وشرب # منها كان أول من شرب وصلى عندها ودعا يومئذ لأهل المدينة، فقال