شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

27 - ومن خطبة له #

صفحة 79 - الجزء 2

  وفي رواية المبرد أيضا فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واِتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا قال أي رميتم به وراء ظهوركم أي لم تلتفتوا إليه يقال في المثل لا تجعل حاجتي منك بظهر أي لا تطرحها غير ناظر إليها قال الفرزدق:

  تميم بن مر لا تكونن حاجتي ... بظهر ولا يعيا عليك جوابها

  والكلم الجراح

  وفي رواية المبرد أيضا مات من دون هذا أسفا والأسف التحسر، وفي رواية المبرد أيضا من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم أي من تعاونهم وتظاهرهم، وفي رواية المبرد أيضا وفشلكم عن حقكم الفشل الجبن والنكول عن الشيء فقبحا لكم وترحا دعاء بأن ينحيهم الله عن الخير وأن يخزيهم ويسوءهم.

  والغرض الهدف وحمارة القيظ بتشديد الراء شدة حره ويسبخ عنا الحر أي يخف.

  وفي الحديث أن عائشة أكثرت من الدعاء على سارق سرق منها شيئا فقال لها النبي ÷ لا تسبخي عنه بدعائك.

  وصبارة الشتاء بتشديد الراء شدة برده ولم يرو المبرد هذه اللفظة.

  وروى إذا قلت لكم اغزوهم في الشتاء قلتم هذا أوان قر وصر وإن قلت لكم اغزوهم في الصيف قلتم هذه حمارة القيظ أنظرنا ينصرم عنا الحر الصر شدة البرد قال تعالى {كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ}⁣[آل عمران: ١١٧].

  ولم يرو المبرد حلوم الأطفال وروى عوضها يا طغام الأحلام وقال الطغام من لا معرفة عنده ومنه قولهم طغام أهل الشام.

  ورباب الحجال النساء والحجال جمع حجلة وهي بيت يزين بالستور والثياب والأسرة