القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة
  قلت وهذا الخبر أيضا قرأته على النقيب أبي جعفر | فقال إذا كان رسول الله ÷ أباح دم هبار بن الأسود لأنه روع زينب فألقت ذا بطنها فظهر الحال أنه لو كان حيا لأباح دم من روع فاطمة حتى ألقت ذا بطنها فقلت أروي عنك ما يقوله قوم إن فاطمة روعت فألقت المحسن فقال لا تروه عني ولا ترو عني بطلانه فإني متوقف في هذا الموضع لتعارض الأخبار عندي فيه.
  قال الواقدي فبرك حموها كنانة بن الربيع ونثل كنانته بين يديه ثم أخذ منها سهما فوضعه في كبد قوسه وقال أحلف بالله لا يدنو اليوم منها رجل إلا وضعت فيه سهما فتكر الناس عنه.
  قال وجاء أبو سفيان بن حرب في جلة من قريش فقال أيها الرجل اكفف عنا نبلك حتى نكلمك فكف فأقبل أبو سفيان حتى وقف عليه فقال إنك لم تحسن ولم تصب خرجت بالمرأة على رءوس الناس علانية جهارا وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد أبيها فيظن الناس إذا أنت خرجت بابنته إليه جهارا أن ذلك عن ذل أصابنا وأن ذلك منا وهن ولعمري ما لنا في حبسها عن أبيها من حاجة وما فيها من ثأر ولكن ارجع بالمرأة حتى إذا هدأت الأصوات وتحدث الناس بردها سلها سلا خفيا فألحقها بأبيها فردها كنانة بن الربيع إلى مكة فأقامت بها ليالي حتى إذا هدأ الصوت عنها حملها على بعيرها وخرج بها ليلا حتى سلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله ÷.
  قال محمد بن إسحاق فروى سليمان بن يسار عن أبي إسحاق الدوسي عن