شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار

صفحة 90 - الجزء 2

  ذكرت فقال # أحسن سمعا تحسن إجابة ثكلتكم الثواكل ما تزيدونني إلا غما هل أخبرتكم أني محمد وأنكم الأنصار إنما ضربت لكم مثلا وإنما أرجو أن تتأسوا بهم.

  ثم قام رجل آخر فقال ما أحوج أمير المؤمنين اليوم وأصحابه إلى أصحاب النهروان ثم تكلم الناس من كل ناحية ولغطوا وقام رجل منهم فقال بأعلى صوته استبان فقد الأشتر على أهل العراق أشهد لو كان حيا لقل اللغط ولعلم كل امرئ ما يقول.

  فقال علي # هبلتكم الهوابل أنا أوجب عليكم حقا من الأشتر وهل للأشتر عليكم من الحق إلا حق المسلم على المسلم.

  فقام حجر بن عدي الكندي وسعيد بن قيس الهمداني فقالا لا يسوؤك الله يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك نتبعه فو الله ما نعظم جزعا على أموالنا إن نفدت ولا على عشائرنا إن قتلت في طاعتك فقال تجهزوا للمسير إلى عدونا.

  فلما دخل منزله ودخل عليه وجوه أصحابه قال لهم أشيروا علي برجل صليب ناصح يحشر الناس من السواد فقال له سعيد بن قيس يا أمير المؤمنين أشير عليك بالناصح الأريب الشجاع الصليب معقل بن قيس التميمي قال نعم.

  ثم دعاه فوجهه فسار فلم يقدم حتى أصيب أمير المؤمنين #.