القول فيما جرى للمسلمين بعد إصعادهم في الجبل
  بن معاذ ثم قال يا أم سعد أبشري وبشري أهليهم أن قتلاهم قد ترافقوا في الجنة جميعا وهم اثنا عشر رجلا وقد شفعوا في أهليهم فقالت رضينا يا رسول الله ومن يبكي عليهم بعد هذا ثم قالت يا رسول الله ادع لمن خلفوا فقال اللهم أذهب حزن قلوبهم وآجر مصيبتهم وأحسن الخلف على من خلفوا ثم قال لسعد بن معاذ حل أبا عمرو الدابة فحل الفرس وتبعه الناس فقال يا أبا عمرو إن الجراح في أهل دارك فاشية وليس منهم مجروح إلا يأتي يوم القيامة جرحه كأغزر ما كان اللون لون دم والريح ريح مسك فمن كان مجروحا فليقر في داره وليداو جرحه ولا تبلغ معي بيتي عزمة مني فنادى فيهم سعد عزمة من رسول الله ÷ ألا يتبعه جريح من بني عبد الأشهل فتخلف كل مجروح وباتوا يوقدون النيران ويداوون الجراح وإن فيهم لثلاثين جريحا ومضى سعد بن معاذ مع رسول الله ÷ إلى بيته ثم رجع إلى نسائه فساقهن فلم تبق امرأة إلا جاء بها إلى بيت رسول الله ÷ فبكين بين المغرب والعشاء وقام رسول الله ÷ حين فرغ من النوم لثلث الليل فسمع البكاء فقال ما هذا قيل نساء الأنصار يبكين على حمزة فقال رضي الله تعالى عنكن وعن أولادكن وأمر النساء أن يرجعن إلى منازلهن قالت أم سعد بن معاذ فرجعنا إلى بيوتنا بعد ليل ومعنا رجالنا فما بكت منا امرأة قط إلا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا ويقال إن معاذ بن جبل جاء بنساء بني سلمة وجاء عبد الله بن رواحة بنساء بلحارث بن الخزرج فقال رسول الله ÷ ما أردت هذا ونهاهن الغد عن النوح أشد النهي.
  قال الواقدي وجعل ابن أبي والمنافقون معه يشمتون ويسرون بما أصاب المسلمين ويظهرون أقبح القول ورجع عبد الله بن أبي إلى ابنه وهو جريح فبات يكوي الجراحة بالنار حتى ذهب عامة الليل وأبوه يقول ما كان خروجك مع محمد إلى هذا