شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في مقتل أبي عزة الجمحي ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

صفحة 45 - الجزء 15

  على قلوب المسلمين من الغيظ والحزن يومئذ نظير ما دخل عليهم من السرور والجذل يوم بدر كما قال الله تعالى {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}⁣[آل عمران: ١٤٠] وقال سبحانه {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}⁣[آل عمران: ١٦٥] قال يعني إنكم يوم بدر قتلتم من قريش سبعين وأسرتم سبعين وأما يوم أحد فقتل منكم سبعون ولم يؤسر منكم أحد فقد أصبتم قريشا بمثلي ما أصابوكم يوم أحد وقوله {أَنَّى هَذَا}⁣[آل عمران: ١٦٥] أي كيف هذا ونحن موعودون بالنصر ونزول الملائكة وفينا نبي ينزل عليه الوحي من السماء فقال لهم في الجواب {هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}⁣[آل عمران: ١٦٥] يعني الرماة الذين خالفوا الأمر وعصوا الرسول وإنما كان النصر ونزول الملائكة مشروطا بالطاعة وإلا يعصى أمر الرسول ألا ترى إلى قوله {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ١٢٥}⁣[آل عمران: ١٢٥] فعلقه على الشرط

القول في مقتل أبي عزة الجمحي ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس

  قال الواقدي أما أبو عزة واسمه عمرو بن عبد الله بن عمير بن وهب بن حذافة بن جمح فإن رسول الله ÷ أخذه أسيرا يوم أحد ولم يؤخذ يوم أحد أسير غيره فقال يا محمد من علي

  فقال رسول الله ÷ إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين لا ترجع إلى مكة تمسح عارضيك فتقول سخرت بمحمد مرتين ثم أمر عاصم بن ثابت فضرب عنقه.