شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نبذ من أقوال الصالحين والحكماء

صفحة 99 - الجزء 2

  دخل عبد الوارث بن سعيد على مريض يعوده فقال له ما نمت منذ أربعين ليلة فقال يا هذا أحصيت ليالي البلاء فهل أحصيت ليالي الرخاء.

  بعضهم وا عجباه لمن يفرح بالدنيا فإنما هي عقوبة ذنب.

  ابن السماك خف الله حتى كأنك لم تطعه قط وارجه حتى كأنك لم تعصه قط.

  بعضهم العلماء أطباء هذا الخلق والدنيا داء هذا الخلق فإذا كان الطبيب يطلب الداء فمتى يبرئ غيره.

  قيل لمحمد بن واسع فلان زاهد قال وما قدر الدنيا حتى يحمد من يزهد فيها رئي عبد الله بن المبارك واقفا بين مقبرة ومزبلة فقيل له ما أوقفك قال أنا بين كنزين من كنوز الدنيا فيهما عبرة هذا كنز الأموال وهذا كنز الرجال.

  قيل لبعضهم أتعبت نفسك فقال راحتها أطلب.

  دخل الإسكندر مدينة فتحها فسأل عمن بقي من أولاد الملوك بها فقيل رجل يسكن المقابر فدعا به فقال ما دعاك إلى لزوم هذه المقابر فقال أحببت أن أميز بين عظام الملوك وعظام عبيدهم فوجدتها سواء فقال هل لك أن تتبعني فأحيا شرفك وشرف آبائك إن كانت لك همة قال همتي عظيمة قال وما همتك قال حياة لا موت معها وشباب لا هرم معه وغنى لا فقر معه وسرور لا مكروه معه فقال ليس هذا عندي قال فدعني ألتمسه ممن هو عنده.

  مات ابن لعمر بن ذر فقال لقد شغلني الحزن لك يا بني عن الحزن عليك.

  كان يقال من هوان الدنيا على الله ألا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها.

  ومن كلام عبد الله بن شداد أرى دواعي الموت لا تقلع وأرى من مضى لا يرجع