الفصل الخامس في شرح غزاة مؤتة
  رأيت خيار المؤمنين تواردوا ... شعوب وخلق بعدهم يتأخر
  غداة غدوا بالمؤمنين يقودهم ... إلى الموت ميمون النقيبة أزهر
  أغر كضوء البدر من آل هاشم ... أبي إذا سيم الظلامة أصعر
  فطاعن حتى مال غير موسد ... بمعترك فيه القنا متكسر
  فصار مع المستشهدين ثوابه ... جنان وملتف الحدائق أخضر
  وكنا نرى في جعفر من محمد ... وقارا وأمرا حازما حين يأمر
  وما زال في الإسلام من آل هاشم ... دعائم صدق لا ترام ومفخر
  هم جبل الإسلام والناس حولهم ... رضام إلى طور يطول ويقهر
  بهاليل منهم جعفر وابن أمه ... علي ومنهم أحمد المتخير
  وحمزة والعباس منهم ومنهم ... عقيل وماء العود من حيث يعصر
  بهم تفرج الغماء من كل مأزق ... عماس إذا ما ضاق بالناس مصدر
  هم أولياء الله أنزل حكمه ... عليهم وفيهم والكتاب المطهر
  ومنها قول كعب بن مالك الأنصاري من قصيدة أولها:
  نام العيون ودمع عينك يهمل ... سحا كما وكف الرباب المسبل
  وجدا على النفر الذين تتابعوا ... قتلى بمؤتة أسندوا لم ينقلوا
  ساروا أمام المسلمين كأنهم ... طود يقودهم الهزبر المشبل
  إذ يهتدون بجعفر ولوائه ... قدام أولهم ونعم الأول
  حتى تقوضت الصفوف وجعفر ... حيث التقى جمع الغواة مجدل