شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

12 - ومن وصية له # وصى بها معقل بن قيس الرياحي حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف مقدمة له

صفحة 93 - الجزء 15

  من تميم الرباب فقتل كل واحد منهما صاحبه بدجلة وقد ذكرنا خبرهما فيما سبق ومعقل بن قيس رياحي من ولد رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.

  قوله # ولا تقاتلن إلا من قاتلك نهى عن البغي.

  وسر البردين هما الغداة والعشي وهما الأبردان أيضا.

  ووصاه أن يرفق بالناس ولا يكلفهم السير في الحر.

  قوله # وغور بالناس انزل بهم القائلة والمصدر التغوير ويقال للقائلة الغائرة.

  قوله # ورفه في السير أي دع الإبل ترد رفها وهو أن ترد الماء كل يوم متى شاءت ولا ترهقها وتجشمها السير ويجوز أن يكون قوله ورفه في السير من قولك رفهت عن الغريم أي نفست عنه.

  قوله # ولا تسر أول الليل قد ورد في ذلك خبر مرفوع وفي الخبر أنه حين تنشر الشياطين وقد علل أمير المؤمنين # النهي بقوله فإن الله تعالى جعله سكنا وقدره مقاما لا ظعنا يقول لما امتن الله تعالى على عباده بأن جعل لهم الليل ليسكنوا فيه كره أن يخالفوا ذلك ولكن لقائل أن يقول فكيف لم يكره السير والحركة في آخره وهو من جملة الليل أيضا ويمكن أن يكون فهم من رسول الله ÷ أن الليل الذي جعل سكنا للبشر إنما هو من أوله إلى وقت السحر.