استطراد بلاغي في الكلام على المقابلة
  والثاني مقابله في المعنى لا في اللفظ.
  أما الأول فكقوله تعالى {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}[التوبة: ٨٢] فالضحك ضد البكاء والقليل ضد الكثير وكذلك قوله تعالى {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[الحديد: ٢٣]
  ومن كلام النبي ÷ خير المال عين ساهرة لعين نائمة.
  ومن كلام أمير المؤمنين # لعثمان أن الحق ثقيل مريء وأن الباطل خفيف وبيء وأنت رجل إن صدقت سخطت وإن كذبت رضيت.
  وكذلك قوله # لما قالت الخوارج لا حكم إلا لله كلمة حق أريد بها باطل وقال الحجاج لسعيد بن جبير لما أراد قتله ما اسمك فقال سعيد بن جبير فقال بل شقي بن كسير.
  وقال ابن الأثير في كتابه المسمى بالمثل السائر إن هذا النوع من المقابلة غير مختص بلغة العرب فإنه لما مات قباذ أحد ملوك الفرس قال وزيره حركنا بسكونه.
  وفي أول كتاب الفصول لبقراط في الطب العمر قصير والصناعة طويلة وهذا الكتاب على لغة اليونان.
  قلت أي حاجة به إلى هذا التكلف وهل هذه الدعوى من الأمور التي يجوز أن يعتري الشك والشبهة فيها ليأتي بحكاية مواضع من غير كلام العرب يحتج بها أليس كل قبيلة وكل أمة لها لغة تختص بها أليس الألفاظ دلالات على ما في الأنفس