17 - ومن كتاب له # إلى معاوية جوابا عن كتاب منه إليه
  يقال طلبت إلى فلان كذا والتقدير طلبت كذا راغبا إلى فلان كما قال تعالى {فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ}[النمل: ١٢] أي مرسلاً.
  و يروى إلا حشاشة نفس بالإفراد وهو بقية الروح في بدن المريض.
  وروي ألا ومن أكله الحق فإلى النار وهذه الرواية أليق من الرواية المذكورة في أكثر الكتب لأن الحق يأكل أهل الباطل ومن روى تلك الرواية أضمر مضافا تقديره أعداء الحق ومضافا آخر تقديره أعداء الباطل ويجوز أن يكون من أكله الحق فإلى الجنة أي من أفضى به الحق ونصرته والقيام دونه إلى القتل فإن مصيره إلى الجنة فيسمى الحق لما كانت نصرته كالسبب إلى القتل أكلا لذلك المقتول وكذلك القول في الجانب الآخر.
  وكان الترتيب يقتضي أن يجعل هاشما بإزاء عبد شمس لأنه أخوه في قعدد وكلاهما ولد عبد مناف لصلبه وأن يكون أمية بإزاء عبد المطلب وأن يكون حرب بإزاء أبي طالب وأن يكون أبو سفيان بإزاء أمير المؤمنين # لأن كل واحد من هؤلاء في قعدد صاحبه إلا أن أمير المؤمنين # لما كان في صفين بإزاء معاوية اضطر إلى أن جعل هاشما بإزاء أمية بن عبد شمس.
  فإن قلت فهلا قال ولا أنا كانت قلت قبيح أن يقال ذلك كما لا يقال السيف أمضى من العصا بل قبيح به أن يقولها مع أحد من المسلمين كافة نعم قد يقولها لا تصريحا بل تعريضا لأنه يرفع نفسه على أن يقيسها بأحد.
  وهاهنا قد عرض بذلك في قوله ولا المهاجر كالطليق فإن قلت فهل معاوية