شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

17 - ومن كتاب له # إلى معاوية جوابا عن كتاب منه إليه

صفحة 119 - الجزء 15

  من الطلقاء قلت نعم كل من دخل عليه رسول الله ÷ مكة عنوة بالسيف فملكه ثم من عليه عن إسلام أو غير إسلام فهو من الطلقاء ممن لم يسلم كصفوان بن أمية ومن أسلم كمعاوية بن أبي سفيان وكذلك كل من أسر في حرب رسول الله ÷ ثم امتن عليه بفداء أو بغير فداء فهو طليق فممن امتن عليه بفداء كسهيل بن عمرو وممن امتن عليه بغير فداء أبو عزة الجمحي وممن امتن عليه معاوضة أي أطلق لأنه بإزاء أسير من المسلمين عمرو بن أبي سفيان بن حرب كل هؤلاء معدودون من الطلقاء.

  فإن قلت فما معنى قوله ولا الصريح كاللصيق وهل كان في نسب معاوية شبهة ليقول له هذا.

  قلت كلا إنه لم يقصد ذلك وإنما أراد الصريح بالإسلام واللصيق في الإسلام فالصريح فيه هو من أسلم اعتقادا وإخلاصا واللصيق فيه من أسلم تحت السيف أو رغبة في الدنيا وقد صرح بذلك فقال كنتم ممن دخل في هذا الدين إما رغبة وإما رهبة.

  فإن قلت فما معنى قوله ولبئس الخلف خلفا يتبع سلفا هوى في نار جهنم وهل يعاب المسلم بأن سلفه كانوا كفارا.

  قلت نعم إذا تبع آثار سلفه واحتذى حذوهم وأمير المؤمنين # ما عاب معاوية بأن سلفه كفار فقط بل بكونه متبعا لهم.

  قوله # وفي أيدينا بعد فضل النبوة أي إذا فرضنا تساوي الأقدام في مآثر أسلافكم كان في أيدينا بعد الفضل عليكم بالنبوة التي نعشنا بها الخامل وأخملنا بها النبيه.

  قوله # على حين فاز أهل السبق قال قوم من النحاة