شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض ما كان بين علي ومعاوية يوم صفين

صفحة 120 - الجزء 15

  حين مبني هاهنا على الفتح وقال قوم بل منصوب لإضافته إلى الفعل.

  قوله # فلا تجعلن للشيطان فيك نصيبا أي لا تستلزم من أفعالك ما يدوم به كون الشيطان ضاربا فيك بنصيب لأنه ما كتب إليه هذه الرسالة إلا بعد أن صار للشيطان فيه أوفر نصيب وإنما المراد نهيه عن دوام ذلك واستمراره

ذكر بعض ما كان بين علي ومعاوية يوم صفين

  وذكر نصر بن مزاحم بن بشار العقيلي في كتاب صفين أن هذا الكتاب كتبه علي # إلى معاوية قبل ليلة الهرير بيومين أو ثلاثة قال نصر أظهر علي # أنه مصبح معاوية ومناجز له وشاع ذلك من قوله ففزع أهل الشام لذلك وانكسروا لقوله وكان معاوية بن الضحاك بن سفيان صاحب راية بني سليم مع معاوية مبغضا لمعاوية وأهل الشام وله هوى مع أهل العراق وعلي بن أبي طالب # وكان يكتب بأخبار معاوية إلى عبد الله بن الطفيل العامري وهو مع أهل العراق فيخبر بها عليا # فلما شاعت كلمة علي # وجل لها أهل الشام وبعث ابن الضحاك إلى عبد الله بن الطفيل إني قائل شعرا أذعر به أهل الشام وأرغم به معاوية وكان معاوية لا يتهمه وكان له فضل ونجدة ولسان فقال ليلا ليستمع أصحابه:

  ألا ليت هذا الليل أطبق سرمدا ... علينا وإنا لا نرى بعده غدا

  ويا ليته إن جاءنا بصباحه ... وجدنا إلى مجرى الكواكب مصعدا

  حذار علي إنه غير مخلف ... مدى الدهر ما لب الملبون موعدا

  وأما قراري في البلاد فليس لي ... مقام وإن جاوزت جابلق مصعدا