و كذلك قال من هذه القصيدة أيضا
  وقال أبو تمام:
  ما إن ترى الأحساب بيضا وضحا ... إلا بحيث ترى المنايا سودا
و كذلك قال من هذه القصيدة أيضا
  شرف على أولى الزمان وإنما ... خلق المناسب ما يكون جديدا
  وأما القسم الثاني من القسم الأول وهو مقابلة الشيء بضده بالمعنى لا باللفظ فكقول المقنع الكندي:
  لهم جل مالي إن تتابع لي غنى ... وإن قل مالي لا أكلفهم رفدا
  فقوله إن تتابع لي غنى في قوة قوله إن كثر مالي والكثرة ضد القلة فهو إذن مقابل بالمعنى لا باللفظ بعينه.
  ومن هذا الباب قول البحتري:
  تقيض لي من حيث لا أعلم النوى ... ويسري إلي الشوق من حيث أعلم
  فقوله لا أعلم ليس ضدا لقوله أعلم لكنه نقيض له وفي قوة قوله أجهل والجهل ضد العلم.
  ومن لطيف ما وقعت المقابلة به من هذا النوع قول أبي تمام:
  مها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا أن تلك ذوابل