شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

19 - ومن كتاب له # إلى بعض عماله

صفحة 137 - الجزء 15

١٩ - ومن كتاب له # إلى بعض عماله

  أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ دَهَاقِينَ أَهْلِ بَلَدِكَ شَكَوْا مِنْكَ غِلْظَةً وَقَسْوَةً وَاِحْتِقَاراً وَجَفْوَةً وَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُمْ أَهْلاً لِأَنَّ يُدْنَوْا لِشِرْكِهِمْ وَلاَ أَنْ يُقْصَوْا وَيُجْفَوْا لِعَهْدِهِمْ فَالْبَسْ لَهُمْ جِلْبَاباً مِنَ اَللِّينِ تَشُوبُهُ بِطَرَفٍ مِنَ اَلشِّدَّةِ وَدَاوِلْ لَهُمْ بَيْنَ اَلْقَسْوَةِ وَاَلرَّأْفَةِ وَاُمْزُجْ لَهُمْ بَيْنَ اَلتَّقْرِيبِ وَاَلْإِدْنَاءِ وَاَلْإِبْعَادِ وَاَلْإِقْصَاءِ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ الدهاقين الزعماء أرباب الأملاك بالسواد واحدهم دهقان بكسر الدال ولفظه معرب.

  وداول بينهم أي مرة هكذا ومرة هكذا أمره أن يسلك معهم منهجا متوسطا لا يدنيهم كل الدنو لأنهم مشركون ولا يقصيهم كل الإقصاء لأنهم معاهدون فوجب أن يعاملهم معاملة آخذة من كل واحد من القسمين بنصيب