شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

21 - ومن كتاب له # إلى زياد أيضا

صفحة 139 - الجزء 15

٢١ - ومن كتاب له # إلى زياد أيضا

  فَدَعِ اَلْإِسْرَافَ مُقْتَصِداً وَاُذْكُرْ فِي اَلْيَوْمِ غَداً وَأَمْسِكْ مِنَ اَلْمَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ وَقَدِّمِ اَلْفَضْلَ لِيَوْمِ حَاجَتِكَ أَ تَرْجُو أَنْ يُعْطِيَكَ اَللَّهُ أَجْرَ اَلْمُتَوَاضِعِينَ وَأَنْتَ عِنْدَهُ مِنَ اَلْمُتَكَبِّرِينَ وَتَطْمَعُ وَأَنْتَ مُتَمَرِّغٌ فِي اَلنَّعِيمِ أَنْ تَمْنَعَهُ تَمْنَعُهُ اَلضَّعِيفَ وَاَلْأَرْمَلَةَ وَأَنْ يُوجِبَ لَكَ ثَوَابَ اَلْمُتَصَدِّقِينَ وَإِنَّمَا اَلْمَرْءُ مَجْزِيٌّ بِمَا أَسْلَفَ وَقَادِمٌ عَلَى مَا قَدَّمَ وَاَلسَّلاَمُ المتمرغ في النعيم المتقلب فيه ونهاه عن الإسراف وهو التبذير في الإنفاق وأمره أن يمسك من المال ما تدعو إليه الضرورة وأن يقدم فضول أمواله وما ليس له إليه حاجة ضرورية في الصدقة فيدخره ليوم حاجته وهو يوم البعث والنشور.

  قلت قبح الله زيادا فإنه كافأ إنعام علي # وإحسانه إليه واصطناعه له بما لا حاجة إلى شرحه من أعماله القبيحة بشيعته ومحبيه والإسراف في لعنه وتهجين أفعاله والمبالغة في ذلك بما قد كان معاوية يرضى باليسير منه ولم يكن يفعل ذلك لطلب رضا معاوية كلا بل يفعله بطبعه ويعاديه بباطنه وظاهره وأبى الله إلا أن يرجع إلى أمه ويصحح نسبه وكل إناء ينضح بما فيه ثم جاء ابنه بعد فختم تلك الأعمال السيئة بما ختم وإلى الله ترجع الأمور