شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

24 - ومن وصية له # بما يعمل في أمواله كتبها بعد منصرفه من صفين

صفحة 147 - الجزء 15

  وفضلهم أمير المؤمنين # بأنه كان يعمل بيده ويحرث الأرض ويستقي الماء ويغرس النخل كل ذلك يباشره بنفسه الشريفة ولم يستبق منه لوقته ولا لعقبه قليلا ولا كثيرا وإنما كان صدقة وقد مات رسول الله ÷ وله ضياع كثيرة جليلة جدا بخيبر وفدك وبني النضير وكان له وادي نخلة وضياع أخرى كثيرة بالطائف فصارت بعد موته صدقة بالخبر الذي رواه أبو بكر فإن كان علي # معيبا بضياعه ونخله فكذلك رسول الله ÷ وهذا كفر وإلحاد وإن كان رسول الله ÷ إنما ترك ذلك صدقة فرسول الله ÷ ما روى عنه الخبر في ذلك إلا واحد من المسلمين وعلي # كان في حياته قد أثبت عند جميع المسلمين بالمدينة أنها صدقة فالتهمة إليه في هذا الباب أبعد وروي ويعطيني به الأمنة وهي الأمن: مِنْهَا فَإِنَّهُ يَقُومُ بِذَلِكَ اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَأْكُلُ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْفِقُ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ وَحُسَيْنٌ حَيٌّ قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ وَأَصْدَرَهُ مَصْدَرَهُ وَإِنَّ لاِبْنَيْ فَاطِمَةَ مِنْ صَدَقَةِ عَلِيٍّ مِثْلَ اَلَّذِي لِبَنِي عَلِيٍّ وَإِنِّي إِنَّمَا جَعَلْتُ اَلْقِيَامَ بِذَلِكَ إِلَى اِبْنَيْ فَاطِمَةَ اِبْتِغَاءَ وَجْهِ اَللَّهِ وَقُرْبَةً إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ ÷ وَتَكْرِيماً لِحُرْمَتِهِ وَتَشْرِيفاً لِوُصْلَتِهِ وَيَشْتَرِطُ عَلَى اَلَّذِي يَجْعَلُهُ إِلَيْهِ أَنْ يَتْرُكَ اَلْمَالَ عَلَى أُصُولِهِ وَيُنْفِقَ مِنْ ثَمَرِهِ حَيْثُ أُمِرَ بِهِ وَهُدِيَ لَهُ وَأَلاَّ يَبِيعَ مِنْ أَوْلاَدِ نَخِيلِ هَذِهِ اَلْقُرَى وَدِيَّةً حَتَّى تُشْكِلَ أَرْضُهَا غِرَاساً