شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

24 - ومن وصية له # بما يعمل في أمواله كتبها بعد منصرفه من صفين

صفحة 149 - الجزء 15

  أنهما لكونهما قد فوض إليهما النظر في هذه الصدقات قد منعا أن يسهما فيها بشيء وإن الصدقات إنما يتناولها غيرهما من بني علي # ممن لا ولاية له مع وجودهما ثم بين لما ذا خصهما بالولاية فقال إنما فعلت ذلك لشرفهما برسول الله ÷ فتقربت إلى رسول الله ÷ بأن جعلت لسبطيه هذه الرئاسة وفي هذا رمز وإزراء بمن صرف الأمر عن أهل بيت رسول الله ÷ مع وجود من يصلح للأمر أي كان الأليق بالمسلمين والأولى أن يجعلوا الرئاسة بعده لأهله قربة إلى رسول الله ÷ وتكريما لحرمته وطاعة له وأنفة لقدره ÷ أن تكون ورثته سوقة يليهم الأجانب ومن ليس من شجرته وأصله ألا ترى أن هيبة الرسالة والنبوة في صدور الناس أعظم إذا كان السلطان والحاكم في الخلق من بيت النبوة وليس يوجد مثل هذه الهيبة والجلال في نفوس الناس للنبوة إذا كان السلطان الأعظم بعيد النسب من صاحب الدعوة #.

  ثم اشترط على من يلي هذه الأموال أن يتركها على أصولها وينفق من ثمرتها أي لا يقطع النخل والثمر ويبيعه خشبا وعيدانا فيفضي الأمر إلى خراب الضياع وعطلة العقار.

  قوله وألا يبيع من أولاد نخيل هذه القرى أي من الفسلان الصغار سماها أولادا وفي بعض النسخ ليست أولاد مذكورة والودية الفسيلة.

  تشكل أرضها تمتلي بالغراس حتى لا يبقى فيه طريقة واضحة.

  قوله أطوف عليهن كناية لطيفة عن غشيان النساء أي من السراري وكان # يذهب إلى حل بيع أمهات الأولاد فقال من كان من إمائي لها ولد مني أو هي حامل مني وقسمتم تركتي فلتكن أم ذلك الولد مبيعة على ذلك الولد ويحاسب بالثمن من حصته من التركة فإذا بيعت عليه عتقت عليه لأن الولد إذا اشترى الوالد عتق الوالد