شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

25 - ومن وصية له # كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات

صفحة 155 - الجزء 15

  قوله ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعنها وذلك أنهم على عادة السوء يهجهجون بالقطيع حتى تنفر الإبل وكذلك بالشاء إظهارا للقوة والقهر وليتمكن أعوانهم من اختيار الجيد ورفض الردي ء.

  قوله ولا تسوءن صاحبها فيها أي لا تغموه ولا تحزنوه يقال سؤته في كذا سوائية ومسائية.

  قوله واصدع المال صدعين وخيره أي شقه نصفين ثم خيره فإذا اختار أحد النصفين فلا تعرضن لما اختار ثم اصدع النصف الذي ما ارتضاه لنفسه صدعين وخيره ثم لا تزال تفعل هكذا حتى تبقي من المال بمقدار الحق الذي عليه فأقبضه منه فإن استقالك فأقله ثم اخلط المال ثم عد لمثل ما صنعت حتى يرضى وينبغي أن يكون المعيبات الخمس وهي المهلوسة والمكسورة وأخواتهما يخرجها المصدق من أصل المال قبل قسمته ثم يقسم وإلا فربما وقعت في سهم المصدق إذا كان يعتمد ما أمره به من صدع المال مرة بعد مرة.

  والعود المسن من الإبل والهرمة المسنة أيضا والمكسورة التي أحد قوائمها مكسورة العظم أو ظهرها مكسور والمهلوسة المريضة قد هلسها المرض وأفنى لحمها والهلاس السل والعوار بفتح العين العيب وقد جاء بالضم.

  والمعنف ذو العنف بالضم وهو ضد الرفق والمجحف الذي يسوق المال سوقا عنيفا فيجحف به أي يهلكه أو يذهب كثيرا من لحمه ونقية.

  والملغب المتعب واللغوب الإعياء.

  وحدرت السفينة وغيرها بغير ألف أحدرها بالضم.