شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

25 - ومن وصية له # كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات

صفحة 156 - الجزء 15

  قوله بين ناقة وبين فصيلها الأفصح حذف بين الثانية لأن الاسمين ظاهران وإنما تكرر إذا جاءت بعد المضمر كقولك المال بيني وبين زيد وبين عمرو وذلك لأن المجرور لا يعطف عليه إلا بإعادة حرف الجر والاسم المضاف وقد جاء المال بين زيد وعمرو وأنشدوا:

  بين السحاب وبين الريح ملحمة ... قعاقع وظبي في الجو تخترط

  وأيضا:

  بين الندي وبين برقة ضاحك ... غيث الضريك وفارس مقدام

  ومن شعر الحماسة:

  وإن الذي بيني وبين بني أبي ... وبين بني عمي لمختلف جدا

  وليس قول من يقول إنه عطف بين الثالثة على الضمير المجرور بأولى من قول من يقول بل عطف بين الثالثة على بين الثانية لأن المعنى يتم بكل واحد منها.

  قوله # ولا تمصر لبنها المصر حلب ما في الضرع جميعه نهاه من أن يحلب اللبن كله فيبقى الفصيل جائعا ثم نهاه أن يجهدها ركوبا أي يتعبها ويحملها مشقة ثم أمره أن يعدل بين الركاب في ذلك لا يخص بالركوب واحدة بعينها ليكون ذلك أروح لهن ليرفه على اللاغب أي ليتركه وليعفه عن الركوب ليستريح والرفاهية الدعة والراحة.

  والنقب ذو النقب وهو رقة خف البعير حتى تكاد الأرض تجرحه أمره أن يستأني بالبعير ذي النقب من الأناة وهي المهلة.