شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

كتاب المعتضد بالله

صفحة 176 - الجزء 15

  مشيته وألحقه الله بدعوة رسول الله ÷ آفة باقية حين التفت إليه فرآه يتخلج يحكيه فقال كن كما أنت فبقي على ذلك سائر عمره.

  هذا إلى ما كان من مروان ابنه في افتتاحه أول فتنة كانت في الإسلام واحتقابه كل حرام سفك فيها أو أريق بعدها.

  ومنها ما أنزل الله تعالى على نبيه ÷ لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قالوا ملك بني أمية.

  ومنها أن رسول الله ÷ دعا معاوية ليكتب بين يديه فدافع بأمره واعتل بطعامه فقال ÷ لا أشبع الله بطنه فبقي لا يشبع وهو يقول والله ما أترك الطعام شبعا ولكن إعياء.

  ومنها أن رسول الله ÷ قال يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع معاوية.

  ومنها أن رسول الله ÷ قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.

  ومنها الحديث المشهور المرفوع أنه ÷ قال إن معاوية في تابوت من نار في أسفل درك من جهنم ينادي يا حنان يا منان فيقال له {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ٩١}⁣[يونس: ٩١].

  و منها افتراؤه بالمحاربة لأفضل المسلمين في الإسلام مكانا وأقدمهم إليه سبقا وأحسنهم فيه أثرا وذكرا علي بن أبي طالب ينازعه حقه بباطله ويجاهد أنصاره بضلاله أعوانه ويحاول ما لم يزل هو وأبوه يحاولانه من إطفاء نور الله وجحود دينه