شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

كتاب لمعاوية إلى علي

صفحة 188 - الجزء 15

  في جوابه ولو كانت في كتاب أبي مسلم لعادت في جوابه.

  انتهى كلام النقيب أبي جعفر ونحن الآن مبتدءون في شرح ألفاظ الجواب المذكور.

  قوله فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا موضع التعجب إن معاوية يخبر عليا # باصطفاء الله تعالى محمدا وتشريفه له وتأييده له وهذا ظريف لأنه يجري كإخبار زيد عمرا عن حال عمرو إذ كان النبي ÷ وعلي # كالشيء الواحد وخبأ مهموز والمصدر الخبء ومنه الخابية وهي الخبء إلا أنهم تركوا همزها والخبء أيضا والخبيء على فعيل ما خبئ.

  وبلاء الله تعالى إنعامه وإحسانه.

  وقوله # كناقل التمر إلى هجر مثل قديم وهجر اسم مدينة لا ينصرف للتعريف والتأنيث وقيل هو اسم مذكر مصروف وأصل المثل كمستبضع تمر إلى هجر والنسبة إليه هاجري على غير قياس وهي بلدة كثيرة النخل يحمل منها التمر إلى غيرها قال الشاعر في هذا المعنى:

  أهدي له طرف الكلام كما ... يهدى لوالي البصرة التمر

  قوله وداعي مسدده إلى النضال أي معلمه الرمي وهذا إشارة إلى قول القائل الأول