شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فضل بني هاشم على بني عبد شمس

صفحة 256 - الجزء 15

  تراني قال أو هل أعطيته إلا بعض حقه قال ولم قصرت عن كله فأمر بإخراجه وما زال إلى أن مات محروما منه.

  وكان عمال أهله على البلاد عماله وأصحابه والذي حسن أمره وشبه على الأغنياء حاله أنه قام بعقب قوم قد بدلوا عامة شرائع الدين وسنن النبي ÷ وكان الناس قبله من الظلم والجور والتهاون بالإسلام في أمر صغر في جنبه عاينوا منه وألفوه عليه فجعلوه بما نقص من تلك الأمور الفظيعة في عداد الأئمة الراشدين وحسبك من ذلك أنهم كانوا يلعنون عليا # على منابرهم فلما نهى عمر عن ذلك عد محسنا ويشهد لذلك قول كثير فيه:

  وليت فلم تشتم عليا ولم تخف ... بريا ولم تتبع مقالة مجرم

  وهذا الشعر يدل على أن شتم علي # قد كان لهم عادة حتى مدح من كف عنه ولما ولي خالد بن عبد الله القسري مكة وكان إذا خطب بها لعن عليا والحسن والحسين # قال عبيد الله بن كثير السهمي:

  لعن الله من يسب عليا ... وحسينا من سوقة وإمام

  أيسب المطهرون جدودا ... والكرام الآباء والأعمام

  يأمن الطير والحمام ولا يأمن ... آل الرسول عند المقام

  طبت بيتا وطاب أهلك أهلا ... أهل بيت النبي والإسلام

  رحمة الله والسلام عليهم ... كلما قام قائم بسلام

  وقام عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان وكان ممن يناله بزعمهم إلى هشام بن عبد الملك وهو يخطب على المنبر بعرفة فقال يا أمير المؤمنين هذا يوم كانت