شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

29 - ومن كتاب له # إلى أهل البصرة

صفحة 4 - الجزء 16

  ونشركم حبل الجماعة وشقاقكم لي ما لستم أغبياء عنه فغفرت ورفعت السيف وقبلت التوبة والإنابة.

  والمدبر هاهنا الهارب والمقبل الذي لم يفر لكن جاءنا فاعتذر وتنصل.

  ثم قال فإن خطت بكم الأمور خطا فلان خطوة يخطو وهو مقدار ما بين القدمين فهذا لازم فإن عديته قلت أخطيت بفلان وخطوت به وهاهنا قد عداه بالباء.

  والمردية المهلكة والجائرة العادلة عن الصواب والمنابذة مفاعلة من نبذت إليه عهده أي ألقيته وعدلت عن السلم إلى الحرب أو من نبذت زيدا أي أطرحته ولم أحفل به.

  قوله قربت جيادي أي أمرت بتقريب خيلي إلى لأركب وأسير إليكم.

  ورحلت ركابي الركاب الإبل ورحلتها شددت على ظهورها الرحل قال

  رحلت سمية غدوة أجمالها ... غضبى عليك فما تقول بدا لها

  كلعقة لاعق مثل يضرب للشيء الحقير التافه ويروى بضم اللام وهي ما تأخذه الملعقة.

  ثم عاد فقال مازجا الخشونة باللين مع أني عارف فضل ذي الطاعة منكم وحق ذي النصيحة ولو عاقبت لما عاقبت البريء بالسقيم ولا أخذت الوفي بالناكث.

  خطب زياد بالبصرة الخطبة الغراء المشهورة وقال فيها والله لآخذن البريء بالسقيم والبر باللئيم والوالد بالولد والجار بالجار أو تستقيم إلي قناتكم فقام أبو بلال مرداس