30 - ومن كتاب له # إلى معاوية
  بقوله فقد بين الله لك سبيلك بل يكون كقولهم لمن يأمرونه بالوقوف حيث أنت أي قف حيث أنت فلا يذكرون الفعل ومثله قولهم مكانك أي قف مكانك.
  قوله فقد أجريت يقال فلان قد أجرى بكلامه إلى كذا أي الغاية التي يقصدها هي كذا مأخوذ من إجراء الخيل للمسابقة وكذلك قد أجرى بفعله إلى كذا أي انتهى به إلى كذا ويروى قد أوحلتك شرا أو أورطتك في الوحل والغي ضد الرشاد.
  وأقحمتك غيا جعلتك مقتحما له.
  وأوعرت عليك المسالك جعلتها وعرة.
  وأول هذا الكتاب أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر مشاغبتي وتستقبح موازرتي وتزعمني متحيرا وعن الحق مقصرا فسبحان الله كيف تستجيز الغيبة وتستحسن العضيهة أي لم أشاغب إلا في أمر بمعروف أو نهي عن منكر ولم أتجبر إلا على باغ مارق أو ملحد منافق ولم آخذ في ذلك إلا بقول الله سبحانه {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ}[المجادلة: ٢٢] وأما التقصير في حق الله تعالى فمعاذ الله وإنما المقصر في حق الله جل ثناؤه من عطل الحقوق المؤكدة وركن إلى الأهواء المبتدعة وأخلد إلى الضلالة المحيرة ومن العجب أن تصف يا معاوية الإحسان وتخالف البرهان وتنكث الوثائق التي هي لله ø طلبة وعلى عباده حجة مع نبذ الإسلام وتضييع الأحكام وطمس الأعلام