المقدمة
  أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
  بهم أعتلي ما حملتنيه دارم ... وأصرع أقراني الذين أصارع
  أخذنا بآفاق السماء عليكم ... لنا قمراها والنجوم الطوالع
  فوا عجبا حتى كليب تسبني ... كأن أباها نهشل أو مجاشع
  قال الرضي | ورأيت كلامه # يدور على أقطاب ثلاثة: أولها: الخطب والأوامر، وثانيها: الكتب والرسائل، وثالثها: الحكم والمواعظ فأجمعت بتوفيق الله سبحانه على الابتداء باختيار محاسن الخطب، ثم محاسن الكتب ثم محاسن الحكم والأدب مفردا لكل صنف من ذلك بابا ومفصلا فيه أوراقا، ليكون مقدمة لاستدراك ما عساه يشذ عني عاجلا ويقع إلي آجلا، وإذا جاء شيء من كلامه الخارج في أثناء حوار أو جواب سؤال أو غرض آخر من الأغراض في غير الأنحاء التي ذكرتها، وقررت القاعدة عليها نسبته إلى أليق الأبواب به، وأشدها ملامحة لغرضه، وربما جاء فيما أختاره من ذلك فصول غير متسقة ومحاسن كلم غير منتظمة؛ لأني أورد النكت واللمع ولا أقصد التتالي والنسق قوله أجمعت على الابتداء، أي: عزمت، وقال القطب الراوندي تقديره أجمعت عازما على الابتداء قال؛ لأنه لا يقال إلا أجمعت الأمر ولا يقال أجمعت على الأمر قال سبحانه {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ}[يونس: ٧١].