بعض ما قيل من الشعر في الدهر وفعله بالإنسان
  قوله حسب سيئتك واحدة وحسب حسنتك عشرا هذا إشارة إلى قوله تعالى {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا}[الأنعام: ١٦٠].
  قوله وأبثثته ذات نفسك أي حاجتك.
  ثم ذكر له وجوها في سبب إبطاء الإجابة منها أن ذلك أمر عائد إلى النية فلعلها لم تكن خالصة.
  ومنها أنه ربما أخرت ليكون أعظم لأجر السائل لأن الثواب على قدر المشقة.
  ومنها أنه ربما أخرت ليعطي السائل خيرا مما سائل إما عاجلا أو آجلا أو في الحالين.
  ومنها أنه ربما صرف ذلك عن السائل لأن في إعطائه إياه مفسدة في الدين.
  قوله فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له لفظ شريف فصيح ومعنى صادق محقق فيه عظة بالغة وقال أبو الطيب:
  أين الجبابرة الأكاسرة الألى ... كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
  ويروى من يحجبه عنك.
  وروى حيث الفضيحة أي حيث الفضيحة موجودة منك.
  واعلم أن في قوله قد أذن لك في الدعاء وتكفل لك بالإجابة إشارة إلى قوله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠].
  و في قوله وأمر أن تسأله ليعطيك إشارة إلى قوله {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ}[النساء: ٣٢].