شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

وفود الوليد بن جابر على معاوية

صفحة 131 - الجزء 16

  وحدك المفلول وعرشك المثلول فاربع على ظلعك واطونا على بلالتنا ليسهل لك حزننا ويتطامن لك شاردنا فإنا لا نرام بوقع الضيم ولا نتلمظ جرع الخسف ولا نغمز بغماز الفتن ولا نذر على الغضب فقال معاوية الغضب شيطان فاربع نفسك أيها الإنسان فإنا لم نأت إلى صاحبك مكروها ولم نرتكب منه مغضبا ولم ننتهك منه محرما فدونكه فإنه لم يضق عنه حلمنا ويسع غيره فأخذ عفير بيد الوليد وخرج به إلى منزله وقال له والله لتئوبن بأكثر مما آب به معدي من معاوية وجمع من بدمشق من اليمانية وفرض على كل رجل دينارين في عطائه فبلغت أربعين ألفا فتعجلها من بيت المال ودفعها إلى الوليد ورده إلى العراق