شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

32 - ومن كتاب له # إلى معاوية

صفحة 132 - الجزء 16

٣٢ - ومن كتاب له # إلى معاوية

  وَ أَرْدَيْتَ جِيلاً مِنَ اَلنَّاسِ كَثِيراً خَدَعْتَهُمْ بِغَيِّكَ وَأَلْقَيْتَهُمْ فِي مَوْجِ بَحْرِكَ تَغْشَاهُمُ اَلظُّلُمَاتُ وَتَتَلاَطَمُ بِهِمُ اَلشُّبُهَاتُ فَجَارُوا فَجَازُوا عَنْ وِجْهَتِهِمْ وَنَكَصُوا عَلَى أَعْقَابِهِمْ وَتَوَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ وَعَوَّلُوا عَلَى أَحْسَابِهِمْ إِلاَّ مَنْ فَاءَ مِنْ أَهْلِ اَلْبَصَائِرِ فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ وَهَرَبُوا إِلَى اَللَّهِ مِنْ مُوَازَرَتِكَ إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَى اَلصَّعْبِ وَعَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ اَلْقَصْدِ فَاتَّقِ اَللَّهَ يَا مُعَاوِيَةُ فِي نَفْسِكَ وَجَاذِبِ اَلشَّيْطَانَ قِيَادَكَ فَإِنَّ اَلدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ وَاَلآْخِرَةَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ وَاَلسَّلاَمُ أرديتهم أهلكتهم وجيلا من الناس أي صنفا من الناس والغي الضلال وجاروا عدلوا عن القصد ووجهتهم بكسر الواو يقال هذا وجه الرأي أي هو الرأي بنفسه والاسم الوجه بالكسر ويجوز بالضم.

  قوله وعولوا على أحسابهم أي لم يعتمدوا على الدين وإنما أردتهم الحمية ونخوة الجاهلية فأخلدوا إليها وتركوا الدين والإشارة إلى بني أمية وخلفائهم الذين اتهموه # بدم عثمان فحاموا عن الحسب ولم يأخذوا بموجب الشرع في تلك الواقعة