شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب

صفحة 133 - الجزء 16

  ثم استثنى قوما فاءوا أي رجعوا عن نصرة معاوية وقد ذكرنا في أخبار صفين من فارق معاوية ورجع إلى أمير المؤمنين # أو فارقه واعتزل الطائفتين.

  قوله حملتهم على الصعب أي على الأمر الشاق والأصل في ذلك البعير المستصعب يركبه الإنسان فيغرر بنفسه

ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب

  وأول هذا الكتاب من عبد الله علي أمير المؤمنين # إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فإن الدنيا دار تجارة وربحها أو خسرها الآخرة فالسعيد من كانت بضاعته فيها الأعمال الصالحة ومن رأى الدنيا بعينها وقدرها بقدرها وإني لأعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه ولكن الله تعالى أخذ على العلماء أن يؤدوا الأمانة وأن ينصحوا الغوي والرشيد فاتق الله ولا تكن ممن لا يرجو لله وقارا ومن حقت عليه كلمة العذاب فإن الله بالمرصاد وإن دنياك ستدبر عنك وستعود حسرة عليك فاقلع عما أنت عليه من الغي والضلال على كبر سنك وفناء عمرك فإن حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذي لا يصلح من جانب إلا فسد من آخر وقد أرديت جيلا من الناس كثيرا خدعتهم بغيك إلى آخر الكتاب.

  قال أبو الحسن علي بن محمد المدائني فكتب إليه معاوية من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب أما بعد فقد وقفت على كتابك وقد أبيت على الفتن إلا تماديا وإني لعالم أن الذي يدعوك إلى ذلك مصرعك الذي