شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب

صفحة 134 - الجزء 16

  لا بد لك منه وإن كنت موائلا فازدد غيا إلى غيك فطالما خف عقلك ومنيت نفسك ما ليس لك والتويت على من هو خير منك ثم كانت العاقبة لغيرك واحتملت الوزر بما أحاط بك من خطيئتك والسلام.

  فكتب علي # إليه أما بعد فإن ما أتيت به من ضلالك ليس ببعيد الشبه مما أتى به أهلك وقومك الذين حملهم الكفر وتمني الأباطيل على حسد محمد ÷ حتى صرعوا مصارعهم حيث علمت لم يمنعوا حريما ولم يدفعوا عظيما وأنا صاحبهم في تلك المواطن الصالي بحربهم والفال لحدهم والقاتل لرءوسهم ورءوس الضلالة والمتبع إن شاء الله خلفهم بسلفهم فبئس الخلف خلف أتبع سلفا محله ومحطه النار والسلام.

  قال فكتب إليه معاوية أما بعد فقد طال في الغي ما استمررت أدراجك كما طالما تمادي عن الحرب نكوصك وإبطاؤك فتوعد وعيد الأسد وتروغ روغان الثعلب فحتام تحيد عن لقاء مباشرة الليوث الضارية والأفاعي القاتلة ولا تستبعدنها فكل ما هو آت قريب إن شاء الله والسلام.

  قال فكتب إليه علي # أما بعد فما أعجب ما يأتيني منك وما أعلمني بما أنت إليه صائر وليس إبطائي عنك إلا ترقبا لما أنت له مكذب وأنا به مصدق وكأني بك غدا وأنت تضج من الحرب ضجيج الجمال من الأثقال وستدعوني أنت وأصحابك إلى كتاب تعظمونه بألسنتكم وتجحدونه بقلوبكم والسلام.

  قال فكتب إليه معاوية