شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب

صفحة 135 - الجزء 16

  أما بعد فدعني من أساطيرك واكفف عني من أحاديثك واقصر عن تقولك على رسول الله ÷ وافترائك من الكذب ما لم يقل وغرور من معك والخداع لهم فقد استغويتهم ويوشك أمرك أن ينكشف لهم فيعتزلوك ويعلموا أن ما جئت به باطل مضمحل والسلام.

  قال فكتب إليه علي # أما بعد فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان الرجيم الحق أساطير الأولين ونبذتموه وراء ظهوركم وجهدتم بإطفاء نور الله بأيديكم وأفواهكم وَاَللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ اَلْكافِرُونَ ولعمري ليتمن النور على كرهك ولينفذن العلم بصغارك ولتجازين بعملك فعث في دنياك المنقطعة عنك ما طاب لك فكأنك بباطلك وقد انقضى وبعملك وقد هوى ثم تصير إلى لظى لم يظلمك الله شيئا وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ.

  قال فكتب إليه معاوية أما بعد فما أعظم الرين على قلبك والغطاء على بصرك الشره من شيمتك والحسد من خليقتك فشمر للحرب واصبر للضرب فو الله ليرجعن الأمر إلى ما علمت والعاقبة للمتقين هيهات هيهات أخطأك ما تمنى وهوى قلبك مع من هوى فاربع على ظلعك وقس شبرك بفترك لتعلم أين حالك من حال من يزن الجبال حلمه ويفصل بين أهل الشك علمه والسلام.

  قال فكتب إليه علي # أما بعد فإن مساوئك مع علم الله تعالى فيك حالت بينك وبين أن يصلح لك أمرك وأن يرعوي قلبك يا ابن الصخر اللعين زعمت أن يزن الجبال حلمك ويفصل بين أهل الشك علمك وأنت الجلف المنافق الأغلف القلب القليل العقل الجبان الرذل فإن كنت صادقا فيما تسطر ويعينك عليه أخو بني سهم فدع الناس جانبا وتيسر لما دعوتني إليه من الحرب والصبر على