ذكر بعض ما دار بين علي ومعاوية من الكتب
  الضرب وأعف الفريقين من القتال ليعلم أينا المرين على قلبه المغطى على بصره فأنا أبو الحسن قاتل جدك وأخيك وخالك وما أنت منهم ببعيد والسلام.
  قلت وأعجب وأطرب ما جاء به الدهر وإن كانت عجائبه وبدائعه جمة أن يفضى أمر علي # إلى أن يصير معاوية ندا له ونظيرا مماثلا يتعارضان الكتاب والجواب ويتساويان فيما يواجه به أحدهما صاحبه ولا يقول له علي # كلمة إلا قال مثلها وأخشن مسا منها فليت محمدا ÷ كان شاهد ذلك ليرى عيانا لا خبرا أن الدعوة التي قام بها وقاسى أعظم المشاق في تحملها وكابد الأهوال في الذب عنها وضرب بالسيوف عليها لتأييد دولتها وشيد أركانها وملأ الآفاق بها خلصت صفوا عفوا لأعدائه الذين كذبوه لما دعا إليها وأخرجوه عن أوطانه لما حض عليها وأدموا وجهه وقتلوا عمه وأهله فكأنه كان يسعى لهم ويدأب لراحتهم كما قال أبو سفيان في أيام عثمان وقد مر بقبر حمزة وضربه برجله وقال يا أبا عمارة إن الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعبون به ثم آل الأمر إلى أن يفاخر معاوية عليا كما يتفاخر الأكفاء والنظراء ... إذا عير الطائي بالبخل مادر ... وقرع قسا بالفهاهة باقل
  وقال السها للشمس أنت خفية ... وقال الدجى يا صبح لونك حائل
  وفاخرت الأرض السماء سفاهة ... وكاثرت الشهب الحصى والجنادل
  فيا موت زر إن الحياة ذميمة ... ويا نفس جدي إن دهرك هازل
  ثم أقول ثانيا لأمير المؤمنين # ليت شعري لما ذا فتح باب الكتاب