شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

33 - ومن كتاب له # إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة

صفحة 138 - الجزء 16

٣٣ - ومن كتاب له # إلى قثم بن العباس وهو عامله على مكة

  أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَيْنِي بِالْمَغْرِبِ كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي أَنَّهُ وُجِّهَ إِلَى اَلْمَوْسِمِ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ اَلشَّامِ اَلْعُمْيِ اَلْقُلُوبِ اَلصُّمِّ اَلْأَسْمَاعِ اَلْكُمْهِ اَلْأَبْصَارِ اَلَّذِينَ يَلْبِسُونَ اَلْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَيُطِيعُونَ اَلْمَخْلُوقَ فِي مَعْصِيَةِ اَلْخَالِقِ وَيَحْتَلِبُونَ اَلدُّنْيَا دَرَّهَا بِالدِّينِ وَيَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بِآجِلِ اَلْأَبْرَارِ اَلْمُتَّقِينَ وَلَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إِلاَّ عَامِلُهُ وَلاَ يُجْزَى جَزَاءَ اَلشَّرِّ إِلاَّ فَاعِلُهُ فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ اَلْحَازِمِ اَلطَّبِيبِ اَلصَّلِيبِ وَاَلنَّاصِحِ اَللَّبِيبِ اَلتَّابِعِ لِسُلْطَانِهِ اَلْمُطِيعِ لِإِمَامِهِ وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ وَلاَ تَكُنْ عِنْدَ اَلنَّعْمَاءِ بَطِراً وَلاَ عِنْدَ اَلْبَأْسَاءِ فَشِلاً وَاَلسَّلاَمُ كان معاوية قد بعث إلى مكة دعاة في السر يدعون إلى طاعته ويثبطون العرب عن نصرة أمير المؤمنين ويوقعون في أنفسهم أنه إما قاتل لعثمان أو خاذل وإن الخلافة