شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

34 - ومن كتاب له # إلى محمد بن أبي بكر

صفحة 144 - الجزء 16

  فأما في الحزن فلا يقال إلا وجدت أنا بالفتح لا غير.

  والجهد الطاقة أي لم أستبطئك في بذل طاقتك ووسعك ومن رواها الجهد بالفتح فهو من قولهم اجهد جهدك في كذا أي أبلغ الغاية ولا يقال هذا الحرف هاهنا إلا مفتوحا.

  ثم طيب # نفسه بأن قال له لو تم الأمر الذي شرعت فيه من ولاية الأشتر مصر لعوضتك بما هو أخف عليك مئونة وثقلا وأقل نصبا من ولاية مصر لأنه كان في مصر بإزاء معاوية من الشام وهو مدفوع إلى حربه.

  ثم أكد # ترغيبه بقوله وأعجب إليك ولاية.

  فإن قلت ما الذي بيده مما هو أخف على محمد مئونة وأعجب إليه من ولاية مصر قلت ملك الإسلام كله كان بيد علي # إلا الشام فيجوز أن يكون قد كان في عزمه أن يوليه اليمن أو خراسان أو أرمينية أو فارس.

  ثم أخذ في الثناء على الأشتر وكان علي # شديد الاعتضاد به كما كان هو شديد التحقق بولايته وطاعته.

  وناقما من نقمت على فلان كذا إذا أنكرته عليه وكرهته منه.

  ثم دعا له بالرضوان ولست أشك بأن الأشتر بهذه الدعوة يغفر الله له ويكفر ذنوبه ويدخله الجنة ولا فرق عندي بينها وبين دعوة رسول الله ÷ ويا طوبى لمن حصل له من علي # بعض هذا.

  قوله وأصحر لعدوك أي ابرز له ولا تستتر عنه بالمدينة التي أنت فيها أصحر الأسد من خيسه إذا خرج إلى الصحراء.

  وشمر فلان للحرب إذا أخذ لها أهبتها