36 - ومن كتاب له # إلى أخيه عقيل بن أبي طالب في ذكر جيش أنفذه إلى بعض الأعداء
  وقال الراوندي هذه القصة وهذا الهارب جريضا وبعد لأي ما نجا هو معاوية قال وقد قيل إن معاوية بعث أمويا فهرب على هذه الحال والأول أصح وهذا عجيب مضحك وددت له ألا يكون شرح هذا الكتاب.
  قوله فدع عنك قريشا إلى قوله على حرب رسول الله ÷ هذا الكلام حق فإن قريشا اجتمعت على حربه منذ يوم بويع بغضا له وحسدا وحقدا عليه فأصفقوا كلهم يدا واحدة على شقاقه وحربه كما كانت حالهم في ابتداء الإسلام مع رسول الله ÷ لم تخرم حاله من حاله أبدا إلا أن ذاك عصمه الله من القتل فمات موتا طبيعيا وهذا اغتاله إنسان فقتله.
  قوله فجزت قريشا عني الجوازي فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن أمي هذه كلمة تجري مجرى المثل تقول لمن يسيء إليك وتدعو عليه جزتك عني الجوازي يقال جزاه الله بما صنع وجازاه الله بما صنع ومصدر الأول جزاء والثاني مجازاة وأصل الكلمة أن الجوازي جمع جازية كالجواري جمع جارية فكأنه يقول جزت قريشا عني بما صنعت لي كل خصلة من نكبة أو شدة أو مصيبة أو جائحة أي جعل الله هذه الدواهي كلها جزاء قريش بما صنعت بي وسلطان ابن أمي يعني به الخلافة وابن أمه هو رسول الله ÷ لأنهما ابنا فاطمة بنت عمرو بن عمران بن عائذ بن مخزوم أم عبد الله وأبي طالب ولم يقل سلطان ابن أبي لأن غير أبي طالب من الأعمام يشركه في النسب إلى عبد المطلب.
  قال الراوندي الجوازي جمع جازية وهي النفس التي تجزي أي جزاهم وفعل بهم ما يستحقون عساكر لأجلي وفي نيابتي وكافأهم سرية تنهض إليهم وهذا إشارة إلى بني أمية يهلكون من بعده وهذا تفسير غريب طريف.