شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

39 - ومن كتاب له # إلى عمرو بن العاص

صفحة 163 - الجزء 16

  ثم قال وإن تعجزا وتبقيا أي وإن لم أستطع أخذكما أو أمت قبل ذلك وبقيتما بعدي فما أمامكما شر لكما من عقوبة الدنيا لأن عذاب الدنيا منقطع وعذاب الآخرة غير منقطع.

  وذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين هذا الكتاب بزيادة لم يذكرها الرضي

  قال نصر وكتب علي # إلى عمرو بن العاص من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى الأبتر ابن الأبتر عمرو بن العاص بن وائل شانئ محمد وآل محمد في الجاهلية والإسلام سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإنك تركت مروءتك لامرئ فاسق مهتوك ستره يشين الكريم بمجلسه ويسفه الحليم بخلطته فصار قلبك لقلبه تبعا كما قيل وافق شن طبقة فسلبك دينك وأمانتك ودنياك وآخرتك وكان علم الله بالغا فيك فصرت كالذئب يتبع الضرغام إذا ما الليل دجى أو أتى الصبح يلتمس فاضل سؤره وحوايا فريسته ولكن لا نجاة من القدر ولو بالحق أخذت لأدركت ما رجوت وقد رشد من كان الحق قائده فإن يمكن الله منك ومن ابن آكلة الأكباد ألحقتكما بمن قتله الله من ظلمة قريش على عهد رسول الله ÷ وإن تعجزا وتبقيا بعد فالله حسبكما وكفى بانتقامه انتقاما وبعقابه عقابا والسلام