شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

اختلاف الرأي فيمن كتب له هذا الكتاب

صفحة 170 - الجزء 16

  كقوله أشركتك في أمانتي وجعلتك بطانتي وشعاري وأنه لم يكن في أهلي رجل أوثق منك وقوله على ابن عمك قد كلب ثم قال ثانيا قلبت لابن عمك ظهر المجن ثم قال ثالثا ولابن عمك آسيت وقوله لا أبا لغيرك وهذه كلمة لا تقال إلا لمثله فأما غيره من أفناء الناس فإن عليا # كان يقول لا أبا لك.

  وقوله أيها المعدود كان عندنا من أولي الألباب وقوله لو أن الحسن والحسين # وهذا يدل على أن المكتوب إليه هذا الكتاب قريب من أن يجري مجراهما عنده.

  وقد روى أرباب هذا القول أن عبد الله بن عباس كتب إلى علي # جوابا من هذا الكتاب قالوا وكان جوابه أما بعد فقد أتاني كتابك تعظم علي ما أصبت من بيت مال البصرة ولعمري أن حقي في بيت المال أكثر مما أخذت والسلام.

  قالوا فكتب إليه علي # أما بعد فإن من العجب أن تزين لك نفسك أن لك في بيت مال المسلمين من الحق أكثر مما لرجل واحد من المسلمين فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل وادعاؤك ما لا يكون ينجيك من المأثم ويحل لك المحرم إنك لأنت المهتدي السعيد إذا وقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري بها مولدات مكة والمدينة والطائف تختارهن على عينك وتعطي فيهن مال غيرك فارجع هداك الله إلى رشدك وتب إلى الله ربك وأخرج إلى المسلمين من أموالهم فعما قليل تفارق من ألفت وتترك ما جمعت وتغيب في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد فارقت الأحباب وسكنت التراب وواجهت الحساب غنيا عما خلفت فقيرا إلى ما قدمت والسلام.