شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب الشيعة ورجالهم

صفحة 212 - الجزء 16

  أنبيائه ثم قالت أنا فاطمة ابنة محمد أقول عودا على بدء وما أقول ذلك سرفا ولا شططا فاسمعوا بأسماع واعية وقلوب راعية ثم قالت {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}⁣[التوبة: ١٢٨] فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ثم ذكرت كلاما طويلا سنذكره فيما بعد في الفصل الثاني تقول في آخره ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ٥٠}⁣[المائدة: ٥٠] إيها معاشر المسلمين ابتز إرث أبي أبى الله أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ثم التفتت إلى قبر أبيها فتمثلت بقول هند بنت أثاثة:

  قد كان بعدك أنباء وهينمة ... لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

  أبدت رجال لنا نجوى صدورهم ... لما قضيت وحالت دونك الكتب

  تجهمتنا رجال واستخف بنا ... إذا غبت عنا فنحن اليوم نغتصب

  قال ولم ير الناس أكثر باك ولا باكية منهم يومئذ ثم عدلت إلى مسجد الأنصار فقالت يا معشر البقية وأعضاد الملة وحضنة الإسلام ما هذه الفترة عن نصرتي والونية عن معونتي والغمزة في حقي والسنة عن ظلامتي أما كان رسول الله ÷ يقول المرء يحفظ في ولده سرعان ما أحدثتم وعجلان ما أتيتم ألأن مات رسول الله ÷ أمتم دينه ها إن موته لعمري خطب جليل استوسع وهنه