شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

47 - ومن وصية له # للحسن والحسين # لما ضربه ابن ملجم لعنه الله

صفحة 6 - الجزء 17

  اَلْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَاَلنَّهْيَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ أَشْرَارُكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ ثُمَّ قَالَ يَا بَنِي عَبْدِ اَلْمُطَّلِبِ لاَ أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ اَلْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ قُتِلَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ أَلاَ لاَ تَقْتُلُنَّ بِي إِلاَّ قَاتِلِي اُنْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَلاَ تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ ÷ يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَاَلْمُثْلَةَ وَلَوْ بِالْكَلْبِ اَلْعَقُورِ روي واعملا للآخرة وروي فلا تغيروا أفواهكم يقول لا تطلبا الدنيا وإن طلبتكما فإذا كان من تطلبه الدنيا منهيا عن طلبها فمن لا تطلبه يكون منهيا عن طلبها بالطريق الأولى.

  ثم قال ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما أي قبض

  قال رسول الله ÷ زويت لي الدنيا فأريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها.

  وروي ولا تأسيا وكلاهما بمعنى واحد أي لا تحزنا وهذا من قوله تعالى {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ}⁣[الحديد: ٢٣].