شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في الآثار الواردة في حقوق الجار

صفحة 10 - الجزء 17

  أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى جار كجار أبي دواد

  ثم تعلم منه أبو دواد وكان يفعل لجاره فعل كعب به.

  وقال مسكين الدارمي:

  ما ضر جارا لي أجاوره ... ألا يكون لبابه ستر

  أعمى إذا ما إذا جارتي خرجت ... حتى يواري جارتي الخدر

  ناري ونار الجار واحدة ... وإلبه قبلي ينزل القدر

  استعرض أبو مسلم صاحب الدولة فرسا محضيرا فقال لأصحابه لما ذا يصلح هذا فذكروا سباق الخيل وصيد الحمر والنعام واتباع الفار من الحرب فقال لم تصنعوا شيئا يصلح للفرار من الجار السوء.

  سأل سليمان علي بن خالد بن صفوان عن ابنيه محمد وسليمان وكانا جاريه فقال كيف إحمادك جوارهما فتمثل بقول يزيد بن مفرغ الحميري:

  سقى الله دارا لي وأرضا تركتها ... إلى جنب داري معقل بن يسار

  أبو مالك جار لها وابن مرثد ... فيا لك جاري ذلة وصغار

  وفي الحديث المرفوع أيضا من رواية جابر الجيران ثلاثة فجار له حق وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق فصاحب الحق الواحد جار مشرك لا رحم له فحقه