شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

48 - ومن كتاب له # إلى معاوية

صفحة 12 - الجزء 17

٤٨ - ومن كتاب له # إلى معاوية

  فَإِنَّ اَلْبَغْيَ وَاَلزُّورَ يُوتِغَانِ اَلْمَرْءَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَيُبْدِيَانِ خَلَلَهُ عِنْدَ مَنْ يَعِيبُهُ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ غَيْرُ مُدْرِكٍ مَا قُضِيَ فَوَاتُهُ وَقَدْ رَامَ أَقْوَامٌ أَمْراً بِغَيْرِ اَلْحَقِّ فَتَأَلَّوْا عَلَى اَللَّهِ فَأَكْذَبَهُمْ فَاحْذَرْ يَوْماً يَغْتَبِطُ فِيهِ مَنْ أَحْمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ وَيَنْدَمُ مَنْ أَمْكَنَ اَلشَّيْطَانَ مِنْ قِيَادِهِ فَلَمْ يُجَاذِبْهُ وَقَدْ دَعَوْتَنَا إِلَى حُكْمِ اَلْقُرْآنِ وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ وَلَسْنَا إِيَّاكَ أَجَبْنَا وَلَكِنَّا أَجَبْنَا اَلْقُرْآنَ فِي حُكْمِهِ وَاَلسَّلاَمُ يوتغان يهلكان والوتغ بالتحريك الهلاك وقد وتغ يوتغ وتغا أي أثم وهلك وأوتغه الله أهلكه الله وأوتغ فلان دينه بالإثم.

  قوله فتألوا على الله أي حلفوا من الألية وهي اليمين وفي الحديث من تألى على الله أكذبه الله ومعناه من أقسم تجبرا واقتدارا لأفعلن كذا أكذبه الله ولم يبلغ أمله.

  وقد روي تأولوا على الله أي حرفوا الكلم عن مواضعه وتعلقوا بشبهة في تأويل القرآن انتصارا لمذاهبهم وآرائهم فأكذبهم الله بأن أظهر للعقلاء فساد تأويلاتهم والأول أصح.