شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

49 - ومن كتاب له # إلى معاوية أيضا

صفحة 15 - الجزء 17

  ولن يستغني صاحبها بما نال عما لم يدرك ومن وراء ذلك فراق ما جمع والسعيد من وعظ بغيره فلا تحبط أجرك أبا عبد الله ولا تشرك معاوية في باطله فإن معاوية غمص الناس وسفه الحق والسلام.

  قال نصر وهذا أول كتاب كتبه علي # إلى عمرو بن العاص فكتب إليه عمرو جوابه أما بعد فإن الذي فيه صلاحنا وألفة ذات بيننا أن تنيب إلى الحق وأن تجيب إلى ما ندعوكم إليه من الشورى فصبر الرجل منا نفسه على الحق وعذره الناس بالمحاجزة والسلام.

  قال نصر فكتب علي # إلى عمرو بن العاص بعد ذلك كتابا غليظا.

  وهو الذي ضرب مثله فيه بالكلب يتبع الرجل وهو مذكور في نهج البلاغة واللهج الحرص.

  ومعنى قوله # لو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي أي لو اعتبرت بما مضى من عمرك لحفظت باقيه أن تنفقه في الضلال وطلب الدنيا وتضيعه