51 - ومن كتاب له # إلى عماله على الخراج
  وَ عِنْدَكُمْ أَنْ نَشْكُرَهُ بِجُهْدِنَا وَأَنْ نَنْصُرَهُ بِمَا بَلَغَتْ قُوَّتُنَا وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ يقول لو قدرنا أن القبائح العقلية كالظلم والبغي لا عقاب على فعلها بل في تركها ثواب فقط لم يكن الإنسان معذورا إذا فرط في ذلك الترك لأنه يكون قد حرم نفسه نفعا هو قادر على إيصاله إليها.
  قوله ولا تحشموا أحدا أي لا تغضبوا طالب حاجة فتقطعوه عن طلبها أحشمت زيدا وجاء حشمته وهو أن يجلس إليك فتغضبه وتؤذيه وقال ابن الأعرابي حشمته أخجلته وأحشمته أغضبته والاسم الحشمة وهي الاستحياء والغضب.
  ثم نهاهم أن يبيعوا لأرباب الخراج ما هو من ضرورياتهم كثياب أبدانهم وكدابة يعتملون عليها نحو بقر الفلاحة وكعبد لا بد للإنسان منه يخدمه ويسعى بين يديه.
  ثم نهاهم عن ضرب الأبشار لاستيفاء الخراج.
  وكتب عدي بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز يستأذنه في عذاب العمال فكتب إليه كأني لك جنة من عذاب الله وكأن رضاي ينجيك من سخط الله من قامت عليه بينة أو أقر بما لم يكن مضطهدا مضطرا إلا الإقرار به فخذه بأدائه فإن كان قادرا عليه فاستأد وإن أبى فاحبسه وإن لم يقدر فخل سبيله بعد أن تحلفه بالله أنه لا يقدر على شيء فلأن يلقوا الله بجناياتهم أحب إلي من أن ألقاه بدمائهم.