شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

51 - ومن كتاب له # إلى عماله على الخراج

صفحة 21 - الجزء 17

  ثم نهاهم أن يعرضوا لمال أحد من المسلمين أو من المعاهدين المعاهد هاهنا هو الذمي أو من يدخل دار الإسلام من بلاد الشرك على عهد إما لأداء رسالة أو لتجارة ونحو ذلك ثم يعود إلى بلاده.

  ثم نهاهم عن الظلم وأخذ أموال الناس على طريق المصادرة والتأويل الباطل قال إلا أن تخافوا غائلة المعاهدين بأن تجدوا عندهم خيولا أو سلاحا وتظنوا منهم وثبة على بلد من بلاد المسلمين فإنه لا يجوز الإغضاء عن ذلك حينئذ.

  قوله وأبلوا في سبيل الله أي اصطنعوا من المعروف في سبيل الله ما استوجب عليكم يقال هو يبلوه معروفا أي يصنعه إليه قال زهير:

  جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم ... وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو

  قوله # قد اصطنعا عندنا وعندكم أن نشكره أي لأن نشكره بلام التعليل وحذفها أي أحسن إلينا لنشكره وحذفها أكثر نحو قوله تعالى {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}⁣[المائدة: ٨٠]