شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

52 - ومن كتاب له # إلى أمراء البلاد في معنى الصلاة

صفحة 29 - الجزء 17

  الناس إلى أنها العصر لأنها بين صلاتي نهار وصلاتي ليل وقد رووا أيضا في ذلك روايات بعضها في الصحاح وقياس مذهب الإمامية أنها المغرب لأن الظهر إذا كانت الأولى كانت المغرب الوسطى إلا أنهم يروون عن أئمتهم # أنها الظهر ويفسرون الوسطى بمعنى الفضلى لأن الوسط في اللغة هو خيار كل شيء ومنه قوله تعالى {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}⁣[البقرة: ١٤٣] وقد ذهب إلى أنها المغرب قوم من الفقهاء أيضا.

  وقال كثير من الناس أنها الصبح لأنها أيضا بين صلاتي ليل وصلاتي نهار ورووا أيضا فيها روايات وهو مذهب الشافعي ومن الناس من قال إنها الظهر كقول الإمامية ولم يسمع عن أحد معتبرا أنها العشاء إلا قولا شاذا ذكره بعضهم.

  وقال لأنها بين صلاتين لا تقصران