53 - ومن كتاب له # كتبه للأشتر النخعي | لما ولاه على مصر وأعمالها
  اَلْوُلاَةِ قَبْلَكَ وَيَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ تَقُولُهُ تَقُولُ فِيهِمْ وَإِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى اَلصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اَللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْيَكُنْ أَحَبَّ اَلذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةُ اَلْعَمَلِ اَلصَّالِحِ فَامْلِكْ هَوَاكَ وَشُحَّ بِنَفْسِكَ عَمَّا لاَ يَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ اَلشُّحَّ بِالنَّفْسِ اَلْإِنْصَافُ مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ نصرة الله باليد الجهاد بالسيف وبالقلب الاعتقاد للحق وباللسان قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد تكفل الله بنصرة من نصره لأنه تعالى قال {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}[الحج: ٤٠].
  والجمحات منازعة النفس إلى شهواتها ومآربها ونزعها بكفها.
  ثم قال له قد كنت تسمع أخبار الولاة وتعيب قوما وتمدح قوما وسيقول الناس في إمارتك الآن نحو ما كنت تقول في الأمراء فاحذر أن تعاب وتذم كما كنت تعيب وتذم من يستحق الذم.
  ثم قال إنما يستدل على الصالحين بما يكثر سماعه من ألسنة الناس بمدحهم والثناء عليهم وكذلك يستدل على الفاسقين بمثل ذلك.
  وكان يقال ألسنة الرعية أقلام الحق سبحانه إلى الملوك.
  ثم أمره أن يشح بنفسه وفسر له الشح ما هو فقال إن تنتصف منها فيما أحبت