شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

53 - ومن كتاب له # كتبه للأشتر النخعي | لما ولاه على مصر وأعمالها

صفحة 33 - الجزء 17

  وَ إِذَا أَحْدَثَ لَكَ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةً أَوْ مَخِيلَةً فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْكِ اَللَّهِ فَوْقَكَ وَقُدْرَتِهِ مِنْكَ عَلَى مَا لاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ إِلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ وَيَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ وَيَفِي ءُ إِلَيْكَ بِمَا عَزَبَ عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ إِيَّاكَ وَمُسَامَاةَ اَللَّهِ فِي عَظَمَتِهِ وَاَلتَّشَبُّهَ بِهِ فِي جَبَرُوتِهِ فَإِنَّ اَللَّهَ يُذِلُّ كُلَّ جَبَّارٍ وَيُهِينُ كُلَّ مُخْتَالٍ أشعر قلبك الرحمة أي اجعلها كالشعار له وهو الثوب الملاصق للجسد قال لأن الرعية إما أخوك في الدين أو إنسان مثلك تقتضي رقة الجنسية وطبع البشرية الرحمة له.

  قوله ويؤتى على أيديهم مثل قولك ويؤخذ على أيديهم أي يهذبون ويثقفون يقال خذ على يد هذا السفيه وقد حجر الحاكم على فلان وأخذ على يده.

  ثم قال فنسبتهم إليك كنسبتك إلى الله تعالى وكما تحب أن يصفح الله عنك ينبغي أن تصفح أنت عنهم.

  قوله لا تنصبن نفسك لحرب الله أي لا تبارزه بالمعاصي فإنه لا يدي لك بنقمته اللام مقحمة والمراد الإضافة ونحوه قولهم لا أبا لك.

  قوله ولا تقولن إني مؤمر أي لا تقل إني أمير ووال آمر بالشيء فأطاع.